ما بين الدنيا والجنّة الاختيار الصعب
إنّ الله سبحانه وتعالى يريد للنّاس دائماً أن يرتبطوا بالآخرة ويفكِّروا فيها وبها، وذلك هو السبيل الأقوم للتوازن الذي يجب أن يعيشه الإنسان بين الدنيا والآخرة. ولكن في مشكلاتنا التي نعيشها في التزاماتنا الدينية فيما يريدنا الله أن نلتزمه، أنّنا نرتبط بالدنيا ارتباطاً نشعر فيه أنّنا مقيَّدون بها بحيث لا نستطيع الفكاك عنها، ونعتبر السعادة كلّ السعادة فيما نحصل على ما فيها من مُتَع وملذّات ومواقع ودرجات. ولذلك، فإنّنا قد نغفل عن كثيرٍ من واجباتنا الدينية عندما تقف هذه الواجبات أمام ملذّاتنا وشهواتنا، وهذا ما نلاحظه عند بعضنا الذي قد يترك الصلاة أو يؤخِّرها عن وقتها، لأنّ هناك عملاً طارئاً شغله، أو "ظروفاً" يخجل فيها أن يصلي، كما لو كان في مكان عام، أو بين جمعٍ من الناس قد لا يكونون مسلمين، فيخشى من نظراتهم أن تتوجّه إليه بالسخرية أو الاستغراب، وهكذا نجد أنّ الكثيرين منا أيضاً قد تشغلهم "أوضاعهم" عن ترك ما حرّم الله، حيث يرتكبون المعاصي والذنوب، انطلاقاً من بيئتهم وأوضاعهم الاجتماعية وغير الاجتماعية. وهذا الاستغراق في الدنيا هو الذي يجعلنا نشعر بعدم أهميّة الحصول على رض...